محمد ديهوم
من أرض الذهب للذهب، هكذا يطلق على مسيرة أفضل لاعب في تاريخ القارة السمراء بأكملها، ابن مدينة مونروفيا جورج ويا.
دوَّن ويا اسمه بحروف من ذهب، حين حصد جائزة الكرة الذهبية "بالون دور"، وسطر اسمه ضمن قائمة العظماء في اللعبة الأكثر شهرة في العالم، ومقارعته للكبار، ماركو فان باستن ورود خولييت وروبرتو باجيو ويوهان كرويف وميشيل بلاتيني وفرانز بيكنباور وغيرهم من المتوجين بجائزة الكرة الذهبية وقتها.
منذ عام 1995 وحصده لقب "بالون دور"، لم يستطع لاعب إفريقي من منافسته على إنجازه رغم كثرة الأفارقة في الملاعب الأوروبية، وترشح العديد منهم للجائزة، خلال العوام السابقة.
موطنه
من رحم الفقر والجوع يولد العظماء، حاله كحال معظم أبناء القارة السمراء، ولد الأسطورة الإفريقية في الأول من أكتوبر عام 1966 بمونروفيا في ليبيريا.
عانى جورج ويا من فقر عائلته وبلدته مونروفيا، إضافة إلى الحروب الأهلية، التي لم تكن تعاني منها ليبيريا فحسب، بل عانت منها جموع القارة السمراء.
أمن جورج ويا، الذي نال الشهادة الإعدادية من الهيئة التشريعية الإسلامية؛ أن العزيمة والإرادة يمكن أن تصنع المعجزات، وقادرة على تحقيق النجاح في أي مكان.
بدأ أفضل من أنجبته الكرة الإفريقية، مشواره الكروي رفقة نادي يانج سورفاريور، أحد أندية دوري الدرجة الرابعة في ليبيريا، صعد به إلي دوري الدرجة الثانية، قبل رحيله إلي الاحتراف الخارجي، وبدء رحلته الاحترافية مع الساحرة المستديرة.
فضل الفرنسيّان على الموهبة الليبيرية
يعود الفضل الأول في مسيرة المتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 1995، إلي الفرنسيّان أرسين فينجر وكلود لوروا، أحدهما مدرب فريق موناكو الفرنسي، والآخر كان يعمل مدير فني لمنتخب الكاميرون آنذاك.
شاهد المدرب الفرنسي كلود لوروا جورج ويا عندما كان يلعب في فريق تونيري ياوندي الكاميروني، عرض عليه تمثيل منتخب الكاميرون لكن ويا رفض، وأصر على تمثيل منتخب بلاده.
رغم رفضه تمثيل منتخب الكاميرون، رشح كلود لوروا، اللاعب الصاعد جورج ويا لزميله السابق أرسين فينجر، الذي أستغل تواجد زميله كلود لوروا في القارة السمراء، مطالبة بترشح لاعبين مميزين لضمهم لموناكو.
مسيرته الاحترافية
كان يتولى أرسين فينجر مدرب فريق موناكو آنذاك، الذي سافر خصيصا من أجل التوقيع مع الجوهرة الإفريقية، مقابل 12 ألف جنيه إسترليني.
لعب جورج ويا في موناكو، أربعة مواسم، تحت قيادة معلمه أرسين فينجر، ساهم خلال الأربعة مواسم في 80 هدفا خلال 149 مباراة وهو رقم غير معتاد عليه في تلك المرحلة.
قاد جوهرة إفريقيا، فريقه للتتويج بلقب كأس فرنسا مرة، إضافة لحصوله على جائزة أفضل لاعب في إفريقيا عام 1989 كأول جائزة فردية كبيرة يحصل عليها.
سطع نجم ويا خلال تلك الفترة، لينتقل من موناكو إلي فريق العاصمة الفرنسية باريس سان جيرمان، لعب معهم ثلاثة مواسم ويحصد أربعة ألقاب، ثم يدون اسم القارة السمراء في سجلات الكرة الذهبية.
حصل على الكرة الذهبية عام 1995، لينتقل إلي عملاق إيطاليا ميلان، واصل رحلته الاحترافية بعد قضائه أربعة مواسم ونصف في إيطاليا مع عملاقها، معاراً إلى تشيلسي وبعد ذلك إلي مانشستر سيتي لفترة قصيرة، ثم العودة إلى الدوري الفرنسي مرة أخرى عبر بوابة مارسيليا، الذي قضى معهم موسم واحد، لينهي مسيرته الرائعة في الجزيرة الإماراتي.
ألقابه وإنجازاته
ثلاثة ألقاب لكأس فرنسا بطولة رفقة موناكو والبقية مع فريق العاصمة باريس سان جيرمان.
لقب للدوري الفرنسي حققها رفقة نادي العاصمة باريس سان جيرمان.
لقب الاتحاد الإنجليزي رفقة تشيلسي.
بطولتين للدوري الإيطالي رفقة عملاقه أي سي ميلان.
جوائز فردية
لقب أفضل لاعب في أوروبا
لقب أفضل لاعب في العالم
ثلاث ألقاب لأفضل لاعب في إفريقيا
جائزة فيفا للعب النظيف عام 1996
منتخب بلاده
قاد جورج ويا منتخب بلاده، لتحقيق الإنجاز الأبرز والأهم في تاريخ ليبيريا وهو التأهل إلى أمم إفريقيا مرتين، الأولى في نسخة 1996 والثانية كانت بنسخة 2002.
يمتلك منتخب ليبيريا خمسة أهداف في بطولة كأس الأمم الإفريقية، سجل ويا هدف خلال نهائيين خاضها منتخب ليبيريا في بطولة كأس الأمم الإفريقية.
لا ننسى الطريقة الدرامية، التي خرجوا رفاق جورج ويا من دور المجموعات في بطولة 1996، بفارق الأهداف عن منتخبي زئير والجابون، حيث كان يفصل منتخب ليبيريا هدف واحد من أجل التأهل.